اخبار

علماء بيانات يكشفون عن «حواجز صعبة» أمام التحوّل الرقمي

تِك راوي - 30 مارس 2022
Data Scientist
مصدر الصورة - تٍك راوي
مخاوف بشأن الاحتفاظ بعلماء البيانات ونقص المهارات المطلوبة

«ساس» تحدّد استراتيجيات لتمكين علماء البيانات وتعزيز صنع القرار المؤسسي

كشف الطلب الإضافي الكبير على علماء البيانات، في أعقاب الإقبال الهائل على التحوّل الرقمي جرّاء أزمة الجائحة العالمية، عن وجود عوائق صعبة تحول دون تحقيق الشركات الفاعلية المنشودة في العمل. كما كشف ذلك الطلب عن انخفاض في الرضا الوظيفي في أوساط علماء البيانات في بعض مجالات الأعمال.

وأظهرت دراسة استطلاعية شملت علماء البيانات وأُجريت بتكليف من الشركة البارزة في تحليلات البيانات، «ساس» SAS، عن أن 4 من كل 10 من علماء البيانات، غير راضين عن استخدام شركاتهم لأدوات تحليل البيانات وتوظيف نماذجها، في حين وجدت الدراسة أن هناك أكثر من 20 عقبة تقف في طريق تحقيق الفاعلية في العمل.

وقد نمت أهمية العمل الذي يؤديه علماء البيانات مع تسريع العديد من الشركات مشاريع التحوّل الرقمي باستخدام التقنيات الحديثة لتحسين العمليات التجارية. وأشار أكثر من 90% من المشاركين في الدراسة إلى أن أداء عملهم بقي عند مستواه، أو ارتفع، مقارنة بما كان عليه قبل الجائحة.

ويقيِّم تقرير الدراسة تأثير الجائحة والتحدّيات التي جرت مواجهتها ومستوى الرضا العامّ عن بيئة تحليلات البيانات، وأمور أخرى، للتعمّق في حالة علم البيانات. وأظهرت الدراسة أن الجائحة أحدثت اضطرابًا في ممارسات الأعمال المعيارية، ما أدّى إلى حدوث نقلة في الافتراضات والمتغيرات في نماذج العمل والخوارزميات التنبؤية، كما تسبّب في حدوث تأثير مضاعف للتعديلات التي جرت على العمليات والممارسات ومعايير التشغيل.

وأعرب أكثر من ثلثي المستطلعة آراؤهم من علماء البيانات عن رضاهم عن نتائج مشاريع التحليلات، لكن 42% منهم أبدوا عدم رضاهم عن استخدام شركاتهم لأدوات تحليل البيانات وتوظيف نماذجها، ما يشير إلى وجود مشكلة في طريقة استخدام الرؤى التحليلية من قبل الشركات وتوظيفها في عملية صنع القرار. ومن الجانب نفسه، قالت نسبة مماثلة (42%) إن صانعي القرار في شركاتهم ومؤسساتهم لم يستخدموا نتائج التحليلات، ما يجعل طريقة استخدام الرؤى التحليلية واحدة من العوائق الرئيسة التي تواجه الشركات.

 فجوات مهارية

وسلّطت الدراسة الضوء على بعض الفجوات المهارية؛ إذ أفاد أقلّ من ثلث المستطلعة آراؤهم بأنهم يتمتعون بـ «كفاءات متقدمة» أو «كفاءات الخبراء» في المهارات البرمجية، مثل إدارة البيئات السحابية وإدارة قواعد البيانات. وتُعدّ هذه مشكلة بالنظر إلى الارتفاع الكبير الذي حدث في استخدام الخدمات السحابية، إذ أفاد 94% من المشاركين في الدراسة بأن استخدامهم للسحابة ازداد أو حافظ على مستواه منذ اندلاع الجائحة.

وقال جلال قاوقلو مدير استشارات العملاء لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى «ساس»، إن من الواضح وجود مزيد من الطلب على علماء البيانات، مشيرًا إلى أن نوع الطلب بدأ يُظهر الكثير من الفروقات التي أكّد أنها تتطلب منهم التحليّ بمهارات تقنية وتجارية مختلفة. وأوضح أن أحد مصادر الإحباط الرئيسة التي تواجه الشركات يتمثل في إيجاد السبيل لبناء عمليات ذكاء اصطناعي مستدامة ورشيقة باستخدام تقنيات تمكينية، معتبرًا أن الرؤى المكتسبة من تحليلات البيانات «محفزات كبيرة لمبادرات التحوّل الرقمي» وأن وجود مركز مستدام ورشيق للتحليلات من شأنه أن يحقق للشركات “ميزة تفوّق واضحة في ظروف السوق التنافسية».

وأضاف قاوقلو: «وجدنا في هذا السياق مخاوف بشأن الاحتفاظ بعلماء البيانات ونقص المهارات المطلوبة لأداء الأدوار المهمة الناشئة، مثل هندسة البيانات وعمليات النمذجة وعمليات تطوير البرمجيات، والتي ظلّت مشكلة تزامنت مع تفوّق الطلب على العرض. وتساعد «ساس» بخبرتها التي تزيد على 40 عامًا، الشركات بتقنياتها السحابية الأصلية المتقدمة وعبر خدماتها المُدارة. كذلك نعمل على وضع برامج لبناء المواهب، حرصًا منا على بناء جيل يتمتع بالرؤى والكفاءات التي من شأنها دفع عجلات الابتكار والتحوّل الرقمي في الشركات».

أخلاقيات الذكاء

وحدّدت الدراسة أيضًا فجوات في التركيز المؤسسي المستمر على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، إذ أشار 43% من المشاركين بالدراسة إلى أن شركاتهم لا تُجري مراجعات محدّدة لعملياتها التحليلية فيما يتعلق بالتحيّز والتمييز، فيما أفاد 26% فقط منهم بأن «التحيّز غير العادل» يستخدم في قياس مدى نجاح نموذج الأعمال في شركاتهم.

وكشف البحث عن نتائج إيجابية أسفرت عنها تداعيات أزمة الجائحة العالمية؛ فقد قال 73% من المستطلعة آراؤهم إنهم حافظوا على مستوى الإنتاجية نفسه أو أصبحوا أكثر إنتاجية منذ اندلاع الأزمة، في حين كشف 77% منهم عن تحقيق مستويات التعاون نفسها أو أعلى منها مع الزملاء. ويشير هذا إلى أن العديد من التحديات التي سُلّط الضوء عليها كانت ربما أعلى حضورًا قبل الجائحة.

واشتملت التحديات الأخرى التي واجهتها الشركات على مقدار الوقت المستغرق في إعداد البيانات مقابل إنشاء النماذج. وأفاد 58% من المشاركين بالدراسة بأنهم يقضون وقتًا أطول مما ينبغي في جمع البيانات والبحث فيها وإدارتها وتنظيفها.

ويشعر علماء البيانات في العموم بالقوّة والتفاؤل إزاء الطريقة التي أبرزت بها الجائحة أهمية الدور الذي يلعبونه في شركاتهم، وكيف يمكن لهذا الدور أن يتطور بمرور الوقت. وسوف يزداد هذا الدور أهمية إذا أمكن لعلماء البيانات الاستفادة من مجموعة كاملة من الأدوات المتاحة لإدارة دورة حياة التحليلات، ومتابعة التدرّب في مجال علوم البيانات، واقتناص فرص تطوير المهارات، وتبني إعداد البيانات باعتبارها خطوة أولى في النمذجة.

Tags,
Move to top